ما هو قصر النظر ؟
يحدث قصر النظر عندما تكون مقلة العين أطول من الطبيعي أو تكون القرنية أكثر انحناءً مما ينبغي، مما يؤدي إلى تركيز الضوء أمام الشبكية بدلًا من أن يصل إليها مباشرة. هذا الخلل يجعل الأجسام البعيدة تبدو ضبابية، تمامًا كما لو كان جهاز عرض (بروجكتور) يعرض صورة غير واضحة بسبب وضع الشاشة في مكان غير مناسب.
قصر النظر لدى الأطفال الصغار
تزداد سرعة تطور قصر النظر لدى الأطفال الأصغر سنًا لأن أعينهم لا تزال في مرحلة النمو السريع. هذا يعني أن الأطفال المصابين بهذه الحالة قد يحتاجون إلى تحديث نظاراتهم بوصفات أقوى بشكل متكرر. بالإضافة إلى ذلك، يكونون أكثر عرضة لمضاعفات بصرية مستقبلية. نظرًا لصعوبة تعبير الأطفال الصغار عن مشكلات الرؤية، فقد يكون اكتشاف قصر النظر لديهم تحديًا كبيرًا.
قصر النظر الذي يبدأ في الطفولة
غالبًا ما ينشأ قصر النظر في سن مبكرة عندما تستمر مقلة العين في النمو بعد سن 10-12 عامًا، وهو العمر الذي يُفترض أن يثبت فيه نمو العين. في السعودية، مثل العديد من الدول الأخرى، ازداد معدل انتشار قصر النظر بين الأطفال بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ويُعزى ذلك إلى قضاء فترات طويلة أمام الشاشات وقلة النشاطات الخارجية.
قصر النظر في مرحلة البلوغ
يمكن أن يظهر قصر النظر في مرحلة البلوغ نتيجة الإرهاق البصري الناجم عن العمل القريب المستمر، مثل الدراسة الجامعية أو الاستخدام المطول للأجهزة الرقمية. كما أن عدم تصحيح النظر بشكل مناسب، سواء بعدم ارتداء النظارات عند الحاجة أو استخدام عدسات غير ملائمة، قد يساهم في تفاقم المشكلة.
كيف يمكن إبطاء تقدم قصر النظر؟
معرفة أسباب قصر النظر وأعراضه يمكن أن يساعد في التقليل من احتمالية الإصابة به عند الأطفال أو الحد من تطوره مع مرور الوقت. هناك خطوات يمكن اتخاذها للحفاظ على صحة العين وتقليل تفاقم الحالة.

الخطوة 1: الانتباه للعلامات المبكرة
كلما تم اكتشاف قصر النظر في وقت مبكر، زادت إمكانية التعامل معه بشكل فعال. انتبه إلى سلوك طفلك، مثل تقريبه الشديد للأشياء عند القراءة أو مواجهة صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة بوضوح.

الخطوة 2: إجراء فحوصات دورية للعين
الأطفال الصغار قد لا يدركون وجود مشكلة في نظرهم، مما يجعل الفحوصات الدورية لدى أخصائي البصريات أمرًا ضروريًا. يمكن للفحص المنتظم الكشف عن أي تغيرات في النظر واتخاذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب.

الخطوة 3: تقليل إجهاد العين أثناء العمل القريب
القراءة، الدراسة، واستخدام الأجهزة الرقمية ضرورية للأطفال والمراهقين، لكن يجب أخذ استراحات قصيرة كل 20 دقيقة لمنح عضلات العين فرصة للاسترخاء. كما يُنصح بالحفاظ على مسافة تعادل طول الساعد بين العين والكتاب أو الشاشة لتقليل الضغط البصري.

الخطوة 4: الحد من وقت استخدام الشاشات
الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية مرتبط بزيادة معدلات قصر النظر، إلى جانب إجهاد العين والجفاف. يوصى بأن لا يتجاوز وقت الشاشة ساعتين يوميًا خارج أوقات الدراسة، خاصة للأطفال والمراهقين.

الخطوة 5: تعزيز الأنشطة الخارجية
تشير الأبحاث إلى أن قضاء وقت أطول في الهواء الطلق يساعد في تقليل خطر تطور قصر النظر. يُفضل أن يمضي الأطفال ما لا يقل عن 90 دقيقة يوميًا في الخارج، سواء بالمشي أو اللعب، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة مثل ارتداء النظارات الشمسية والقبعات لحماية العين من الأشعة فوق البنفسجية.

الخطوة 6: استشارة أخصائي البصريات حول الحلول العلاجية
النظارات العادية والعدسات اللاصقة تساعد في تحسين الرؤية لكنها لا تمنع تقدم قصر النظر. هناك عدسات طبية متخصصة ونظارات مصممة خصيصًا للأطفال والمراهقين للمساعدة في الحد من تفاقم المشكلة، كما أن استخدام قطرات الأتروبين أثبت فعاليته في إبطاء التدهور البصري. استشر أخصائي البصريات لمعرفة العلاج الأنسب لطفلك.
التعرف على خيارات التحكم في قصر النظر
يهدف التحكم في قصر النظر إلى تقليل سرعة تفاقمه لدى الأطفال والمراهقين، مما يساعد في تقليل درجته النهائية مقارنة بما قد يصل إليه دون أي تدخل علاجي.
لا تقتصر أهمية التحكم في قصر النظر على تقليل الحاجة إلى تغييرات متكررة في النظارات أثناء مرحلة الطفولة فحسب، بل تسهم أيضًا في تقليل مخاطر المشكلات البصرية المستقبلية التي قد تنشأ مع ارتفاع درجات قصر النظر.
تشمل الخيارات العلاجية المتاحة استخدام نظارات طبية مصممة خصيصًا، أو عدسات لاصقة معينة، أو عدسات تقويم القرنية (اورثو -كي)، إلى جانب قطرات الأتروبين التي أثبتت فعاليتها في إبطاء تقدم الحالة.
لا يوجد خيار علاجي واحد يحقق نتائج أفضل من غيره، حيث تبين أن جميع هذه العلاجات توفر تأثيرًا متقاربًا في الحد من تفاقم قصر النظر. مع ذلك، هناك بعض العلاجات التي قد تكون أقل كفاءة، والتي سيتم توضيحها لاحقًا.
لذلك، يعتمد اختيار العلاج الأمثل لطفلك على عدة عوامل، مثل قياس النظر، وصحة العين، والأنشطة التي يمارسها، والهوايات، بالإضافة إلى ما يتناسب مع ظروف العائلة وأسلوب حياتها.
خيارات التحكم في قصر النظر عند الأطفال
قصر النظر لدى الأطفال قد يزداد مع مرور الوقت، ولكن هناك عدة طرق للتحكم في تقدمه. تشمل هذه الطرق النظارات الطبية الخاصة، العدسات اللاصقة المتخصصة، عدسات تقويم القرنية (Ortho-K)، وقطرات الأتروبين. كل طريقة لها مزاياها وتوصياتها العلمية بناءً على الدراسات الحديثة.

النظارات الطبية للتحكم في قصر النظر
- النظارات العادية ذات العدسات أحادية البؤرة لا تبطئ تطور قصر النظر، لكن بعض التصاميم المتخصصة تفعل ذلك.
- العدسات المبتكرة بتقنية “العدسات الصغيرة” (Lenslets) تحتوي على العديد من العدسات المصغرة عبر سطح العدسة، وأثبتت فعاليتها في إبطاء تقدم قصر النظر.
- التصاميم التي تعتمد على توزيع الضوء (Diffusion) أظهرت أيضًا نتائج جيدة.
- العدسات ثنائية البؤرة (Bifocals) يمكن أن تكون مفيدة ولكن بشكل معتدل.
- العدسات التقدمية (Progressive lenses) تأثيرها محدود مقارنة بالخيارات الأخرى.

العدسات اللاصقة اللينة للتحكم في قصر النظر
- العدسات اللاصقة أحادية البؤرة التقليدية لا تؤثر على تطور قصر النظر، لكن بعض التصاميم الخاصة تساعد في إبطائه.
- تُرتدى خلال النهار ويمكن أن تكون إما يومية للاستعمال لمرة واحدة أو قابلة لإعادة الاستخدام لمدة تصل إلى شهر.

عدسات تقويم القرنية (Ortho-K)
- تُرتدى أثناء النوم ويتم إزالتها في الصباح، مما يتيح رؤية واضحة خلال النهار دون الحاجة إلى نظارات أو عدسات أخرى.
- تحتاج إلى مواعيد تركيب أكثر من العلاجات الأخرى، لكنها توفر مزايا كبيرة للرياضات المائية والأنشطة الحركية.

قطرات الأتروبين للتحكم في قصر النظر
- تُستخدم بتركيزات منخفضة (0.01% – 0.05%) لتقليل تقدم قصر النظر، مع آثار جانبية أقل مقارنةً بالتركيزات العالية التي تُستخدم في التطبيقات الطبية الأخرى.
- قد تسبب بعض التأثيرات الجانبية مثل تشوش الرؤية القريبة أو زيادة حساسية الضوء، والتي يمكن إدارتها باستخدام ميزات إضافية في النظارات الطبية.
- لا تغني عن النظارات أو العدسات اللاصقة، إذ تعمل فقط على إبطاء تطور قصر النظر.
التحكم في قصر النظر لدى الأطفال يتطلب اختيار النهج المناسب بناءً على عمر الطفل، وصفته الطبية، وأسلوب حياته.
- النظارات الطبية الخاصة خيار سهل وآمن لكنه يتطلب الالتزام بارتدائها طوال اليوم.
- العدسات اللاصقة اللينة خيار مريح لكنه يحتاج إلى متابعة دورية لضمان الأمان والفعالية.
- عدسات Ortho-K توفر استقلالية عن النظارات والعدسات خلال النهار، لكنها تحتاج إلى متابعة دقيقة أثناء الاستخدام.
- قطرات الأتروبين توفر حلاً دوائيًا لكنه لا يغني عن الحاجة إلى تصحيح الرؤية بالنظارات أو العدسات.